COAIM 1/4


مايو \ أيار 2000





المشاورة الأولى بشأن ادارة المعلومات الزراعية

وثيقة عمـــل

روما، 5 - 7/6/2000

معايير وخطوط توجيهية لإدارة المعلومات الزراعية

أولا - مقدمــة

1 - إن تبنى المعايير أمر جوهرى لضمان نوعية المعلومات الزراعية، وإمكانية الوصول إليها وفائدتها وتوقيتها المناسب.

2 - وواحدة من المهام الرئيسية التى تقوم بها المنظمة في إطار دورها المعيارى، هى تيسير وضع وتبنى المعايير والخطوط التوجيهية لزيادة فعالية البرامج فى مجالى التنمية الزراعية والأمن الغذائي فى العالم أجمع. ومن النماذج التى توضح جهود المنظمة لتوجيه تبنى المعايير فى أوساط الشركاء فى المجتمع الدولى، النظام العالمى للإعلام والإنذار المبكر عن الأغذية والزراعة http://www.fao.org/giews).

3 - ويعزى نجاح برنامج المنظمة لنظم الانذار المبكر، الى حد كبير، الى وضع معايير وإجراءات جمع وتحليل ونشر المعلومات ذات الصلة بنظم الانذار المبكر فى العالم. وكان لتنفيذ النظام العالمى للإعلام والإنذار المبكر تأثيرات هامة فى تقليل خطر المجاعة فى العالم، من طريق توفير إطار دولى يتيح تحديدا مسبقا للمواقع التى يتعرض سكانها لخطر حالات النقص فى الأغذية، مع إتاحة مهلة زمنية كافية للاستجابة لهذا الخطر. ومن ثم فإن المعايير التى وضعها برنامج النظام العالمى للإنذار المبكر أسهمت على نحو هام فى إنقاذ أرواح البشر فى الكثير من أنحاء العالم خلال فترة الـ 25 عاما الماضية.

4 - وتتيح شبكة الانترنت فرصا عظيمة لمعالجة احتياجات التنمية الزراعية والأمن الغذائي فى العالم من معلومات. بيد أنه بات واضحا أن هناك قيودا خطيرة تحد من العثور على المعلومات ذات الصلة واسترجاعها اعتمادا على أدوات الانترنت وتكنولوجياتها الحالية. ويوضح مثال برنامج النظام العالمى للإعلام والإنذار المبكر كيف توفر المعايير والخطوط التوجيهية إطارا لجمع وإدارة وتوصيل المعلومات ذات الصلة فى الوقت المناسب وبصورة فعالة.

5 - ومن الجلى أن هناك، بالفعل، معايير عديدة فى المجالات الكثيرة للتنمية الزراعية والأمن الغذائى، وبالتالى لا يعد اقتراح أى معيار بعينه من هذه المعايير لتلبية احتياجات جميع المستخدمين، أمرا فعالا أو عمليا فى نطاق برنامج المنظمة لإدارة المعلومات. والمنهج الذى تقترحه المنظمة فى هذه الورقة لبحثه من قبل المشاورة، يتمثل فى وضع إطار لمعايير إدارة المعلومات الزراعية يستند الى معايير صناعية موجودة ومقبولة دوليا، ويربط القواميس(1) الدولية الراسخة فى مختلف المجالات الفنية للتنمية الزراعية والأمن الغذائى، بعضها ببعض.

6 - غير أن تبنى المعايير وخطط التصنيف والمصطلحات المتفق عليها، لا يكفى لتلبية احتياجات المعلومات لأغراض التنمية الزراعية والأمن الغذائي، إذ أن طابعهما مشترك بين التخصصات. وهو ما يستلزم نظم معلومات تربط، على نحو متسق، الموضوعات ذات الصلة فيما بين التخصصات المختلفة فى نطاق الزراعة، وما بين الزراعة والقطاعات الأخرى، مثل الصحة والتجارة والتعليم. ويقتضى تحقيق كل هذه الغايات قيام تعاون فعال بين جميع أصحاب الشأن والشركاء على المستويين القطرى والدولى. وتعالج الوثيقة ذات الصلة المعنونة "تعزيز قدرات إدارة المعلومات والمعارف من خلال التعاون الدولى"، هذه القضية الهامة بقدر أكبر من التفصيل.

7 - وتركز هذه الورقة فى المستهل على "ثورة المعلومات" التى حدثت مع مَقْدِم شبكة الانترنت. وعقب ذلك، تقدم عرضا عاما للقضايا الهامة فيما يتعلق بالمعايير فى مجال إدارة المعلومات الزراعية ودور المنظمة نفسها فى هذا المضمار، بما فى ذلك استمرارية القاموس الزراعى المتعدد اللغات (أجروفوك) ومزيد من توسعه. ومن ثم تطرح مقترحات بأولويات محددة لتطبيق المعايير دعما للتنمية الزراعية والأمن الغذائى، مع تأكيد الدور المعيارى للمنظمة. وينتظر من المشاورة أن تتدارس مقترحا بشأن السبل للمضى قدما فى برنامج للمعايير المتعلقة بإدارة المعلومات الزراعية.

ثانيا - الانترنت - وسيلة لنشر المعلومات وتبادل البيانات على النطاق العالمي؟

ألف - استخدام شبكة الانترنت

8 - حسبما ذكر فى ورقة العمل عن الوصول الى المعلومات والاتصالات لخدمة التنمية المستدامة والأمن الغذائى، فإن الإحصاءات المتعلقة بعدد المواقع على شبكة الانترنت وعدد المستخدمين للشبكة على النطاق الدولى، توضح المدى الهائل للانترنيت وقدرتها على الوصول. بيد أن الكم الهائل من المعلومات المودعة فى الانترنت تجاوز الآن قدرتنا على التحكم فيه.

باء - المشكلات المتأصلة في الانترنت

9 - لم تصمم شبكة الانترنت، فى الواقع، بقصد إدارة مقادير كبيرة من المعلومات، ناهيك عن إدارة "ثورة معلومات". وكما يتبين من الاحصاءات الواردة فى ورقة العمل ذات الصلة المذكورة آنفا، فإننا قد فقدنا السيطرة تماما على كم المعلومات والبيانات المتاحة على الشبكة، ولا توجد سوى بضعة أدوات، فى الوقت الحاضر، لإدارتها على نحو فعال. ونتيجة لطبيعة تصميم الانترنت، باتت المعلومات المتعلقة بموضوعات متماثلة موزعة بين الكثير من مختلف موصلى الخدمات فى شتى أنحاء العالم، ومع ذلك، فلا توجد سوى بضعة أدوات فقط قادرة على دمج المعلومات ذات الصلة من المصادر المختلفة. وتبعا لذلك أصبح من العسير للغاية العثور على الأشياء المطلوبة فى شبكة الانترنت.

10 - وآلات البحث المتاحة لا تغطي سوى 15 فى المائة، أو أقل، من كل المعلومات المتوافرة فى شبكة الانترنت، وتعطى إجابات أكثر مما يلزم وغير ذات معنى. وعلى سبيل المثال، ومع وجود 1.6 مليار صفحة على الشبكة فى كافة أنحاء العالم، فإن البحث عن عبارة "إدارة الجاموس" فى واحدة من آلات البحث المتاحة، يعطى نتائج يصعب جدا التعامل معها. ولا يقتصر الأمر على وجود أكثر من 000 93 موقع على الشبكة تستوفى معايير البحث هذه، بل إن هناك أيضا مشكلة هامة ترتبط بدلالات الألفاظ. إذ أن آلة البحث تعطى، فى واقع الأمر، عددا ضخما من النتائج تتعلق بمدينة فى الولايات المتحدة تسمى "بافللو"، بما فى ذلك مدخل أعطى معلومات تفصيلية عن الدورات الدراسية فى كلية الادارة بجامعة بافللو. ولربما كانت هذه الاجابات هامة لبعض الناس، ولكنها غير ذات صلة البتة بإدارة قطعان الجاموس.

11 - والواقع أن المعلومات على شبكة الانترنت ينقصها التنظيم، فضلا عن أن هناك قليل جدا من آلات البحث التى تعتمد على البشر فى استحداث بيانات وصفية(2) كفيلة بتصنيف المعلومات المتاحة على نحو أفضل. كما أن هناك، علاوة على ذلك، استخدام محدود للغاية لمجموع المفردات المتفق عليها، مثل القاموس الزراعى المتعدد اللغات (أجروفوك)، الذى يكفل على الأقل ارتباط الكلمات الهامة التى يستخدمها كل من مورد المعلومات ومتلقيها.

12 - والواقع أن آلات البحث الكبرى لا تقوم بفهرسة شبكة الانترنت لغرض تيسير استرجاع المعلومات، بل إن هذه العملية تتم بطرق متكررة تلقائية بدون الاستعانة بالبشر فى التصنيف ذى القيمة المضافة، وبدون مفردات ومعايير متفق عليها. ولربما كان ذلك وسيلة لتحقيق استجابة لآلات البحث السريعة لكلمات البحث الهامة، غير أنها إضافة الى ما تعطيه من نتائج كثيرة جدا وغير ذات معنى، فإنها كثيرا ما تقدم أيضا معلومات عفى عليها الزمن.

13 - وحتى فى الحالات التى تقدم فيها آلات البحث، فى نهاية الأمر، نتائج تبدو معاصرة وذات صلة بالبحث، فإن عملية الربط اللاحقة بمصادر المعلومات كثيرا ما تفشل. وعادة ما يرجع ذلك الى واحد من أمرين: أن مزود المعلومات المضيف غير متاح مؤقتا، أو الأدهى أن يكون ذلك بسبب زوال المعلومات (أى الخطأ المفزع 404، "الرد غير موجود"). وهذه السمة غير الودودة لآلات البحث هى بسبب انعدام التزامن بين البيانات الوصفية التى تتولد تلقائيا، والتغييرات اللاحقة التى تحدث فى موقع المعلومات الكاملة المنشودة. وهو ما يقود المرء إلى تبين أهم عيوب شبكة الانترنت: إن وحدة المعلومات تعرف بموقعها المادى (أى URL محدد موقع الموارد) بدلا عن محدد فريد يتبع المعلومات حيثما انتقلت.

14 - وتعزى جميع هذه المشكلات، فى المقام الأول، الى واقع أن شبكة الانترنت لم يقصد منها بداية أن تكون أداة للوصول الى المعلومات على النطاق العالمى، وأن المعايير التى قامت عليها إدارة المعلومات لم تكن وافية تماما. وحتى المعيار الدولى المتفق عليه بالنسبة لنشر الوثائق على الانترنت، أو ما يسمى لغة إظهار النص الفائق (HTML)، لا يعتبر ملائما تماما. ولغة HTML هى اللغة التى تفسرها آلات الاستعراض، مثل Internet Explorer أو Netscape، لعرض وثيقة على الانترنت بطريقة متسقة ومعيارية، بغض النظر عن نوع معدات الحاسوب وبرامجيات نظام التشغيل المستخدمة فى الركمجة (surf) فى الشبكة. بيد أن لغة HTML هى معيار تنقصه المرونة، مع علامات إظهار محددة مسبقا، وخليط غريب من علامات العرض والبيانات والتى تضاف الى محتوياتها مجددا، أحيانا، برموز إجرائية مثل ASP و JAVA. كما أن الوثائق بلغة HTML ليس لها ما يحميها من آثار الزمن. وإذا ما تطورت لغة HTML لتصبح شيئا جديدا، فإن الكثير من المنظمات ستواجه بتركة مثقلة للغاية لكى تحل مشكلة تأمين رأس مالها الفكرى. والسبيل الوحيد لإنجاز ذلك هو الفصل المنطقى بين رمز التطبيق، وعلامة العرض والمحتوى.

وهو المفهوم الذى قام عليه المعيار الجديد، ويسمى لغة علامة التمديد (XML)(3)، وسنعود عدة مرات، فى هذه الورقة، الى هذا المعيار الدولى الجديد.

جيم - معالجة المشكلات المتأصلة فى الانترنت

15 - نصل بهذا الى المفارقة الكبرى التى تنطوى عليها شبكة الانترنت: إمكانياتها المذهلة وغير المسبوقة فى النشر العالمى للمعلومات، وفى ذات الوقت امكانياتها على خلق مشكلات إدارة المعلومات على النطاق العالمى. وهى مشكلات لن يتسنى حلها إلا إذا اتخذت الاجراءات التالية:

ثالثا - القضايـا والاعتبـارات التى تهـم الدول الأعضــاء

فيما يتعلق بإدارة المعلومات الزراعية على شبكة الانترنت

16 - من السمات التى تفصل القطاع الزراعى عن الكثير من القطاعات الأخرى، هى أن الوثائق العلمية والبحثية الزراعية لا تفقد أهميتها سريعا. فالكثير من التكنولوجيات الزراعية والأساليب والمنهجيات ونتائج البحوث التى كانت ذات نفع كبير قبل عشرات السنين، مازالت صالحة اليوم. ويعنى هذا ضرورة حفظ الوثائق الزراعية فى شكل لا يتأثر بمرور الزمن.

17 - وقد أشير من قبل الى أن لغة HTML لا تعد معيارا جيدا لمحفوظات الوثائق، لأن مضمونها وصيغتها وجوانبها الاجرائية ليست منفصلة بصورة منطقية. والمعايير الدولية الوحيدة التى تسمح، فى الوقت الحاضر، بإنجاز هذا النوع من الفصل هى لغة العلامة المعممة الموحدة (SGML)، ومشتقاتها لشبكة الانترنت، أى لغة XML.

18 - وتستخدم المنظمة معايير SGML و XML لحفظ الذاكرة المؤسسية للمنظمة من جهة، وكذلك لتيسير إفضاض المعلومات من المستودع الجامع للوثائق، من خلال الانترنت، والتى توجد على العنوان التالى: http://www.fao.org/docrep.

19 - وترجو الأمانة من المشاورة أن تنظر فى تبني معايير SGML/XML كمعايير لإدارة الوثائق.

20 - بيد أن معايير إدارة المضمون، مثل معايير SGML/XML، لا تكفى وحدها لتيسير إمكانيات الوصول الى البيانات على شبكة الانترنت وتبادلها. ومن الضرورى وضع خطط تصنيف دولية متفق عليها، مثل فئات الموضوعات فى نظامى أجريس/كاريس، ومفردات متفق عليها دوليا، مثل القاموس الزراعى المتعدد اللغات، أجروفوك. إذ أن قاموس أجروفوك، وكذلك القواميس الدولية الأخرى، مثل القاموس الصادر عن المكاتب الزراعية للكومنولث (CAB)، أدوات تتيح استخدام المصطلحات الزراعية بصورة متسقة ودقيقة.

21 - وينبغى، عند نشر المعلومات على شبكة الانترنت، أن تكون البيانات الوصفية ذات القيمة المضافة، مرتبطة بما ينشر من معلومات، وتوفر كلمات هامة وفئات تصنيف دقيقة تيسر استرجاع البيانات فى وقت لاحق. وهو المفهوم الذى قام عليه كشاف المعلومات فى المنظمة حيث يوجد لكل صفحة تنشر على موقع المنظمة فى شبكة الانترنت، سجل مرتبط بها فى قاعدة بيانات الكشاف، يستخدم فئات الموضوعات لنظام أجريس وألفاظ قاموس أجروفوك. ومن ثم يتسنى للمستخدم النهائي أن يستخدم نفس هذه الفئات ونفس ألفاظ أجروفوك لاسترجاع البيانات من موقع المنظمة على الشبكة، متبعا نفس المصطلحات الدقيقة التى كانت بذهن مورد المعلومات. ويوفر كشاف المعلومات نظام التشغيل والمعايير معا، لإيجاد المعلومات على نحو فعال. فإذا كان مورد المعلومات أو المستخدم النهائي لها غير واثق ما هى المفردات الدقيقة التى ينبغى استخدامها، فيمكنه الرجوع الى قاموس أجروفوك المتوافر بسهولة وبصورة مباشرة على العنوان: http://www.fao.org/agrovoc.

22 - وترجو أمانة المنظمة من المشاورة أن تبحث إمكانية تبنى وتشجيع استخدام المفردات وخطط التصنيف المتفق عليها (مثل أجروفوك وفئات موضوعات أجريس/كاريس) للتوصل الى إدارة أفضل للمعلومات الزراعية.

23 - وإذا ما اتبع عدد كبير من المواقع الزراعية على شبكة انترنيت نفس المعايير، أو معايير ذات صلة، للتصنيف والفهرسة، فإن ذلك سييسر كثيرا من استرجاع البيانات وتبادلها. وكلما زاد عدد المواقع التى تستخدم نفس المنهج العام فى إدارة المعلومات، تيسر أكثر فأكثر ربط المعلومات من المصادر المختلفة بعضها ببعض. ولجعل عمليات الربط هذه أكثر يسرا، من الممكن التوصل الى اتفاقات دولية لتحديد عناصر البيانات الرئيسية لمختلف مجالات الزراعة (مثلا لوصف عناصر بيانات رئيسية لتيسير تبادل المعلومات بشأن الموارد الوراثية النباتية، أو بشأن المنتجات الحرجية). كما يمكن تطبيق هذه المعايير على أنواع المعلومات العامة بقدر أكبر، ومن ذلك مثلا تبادل البيانات بشأن المشروعات الزراعية والخبراء والمؤسسات. ومن بين المعايير التى ينبغى استكشاف فعاليتها فى هذا الشأن، تعريف نوع الوثيقة (DTD) فى معيار XML ومخطط XML.

24 - وترجو أمانة المنظمة من المشاورة أن تقر بالحاجة الى وضع عناصر بيانات مشتركة تتيح استخدام وتبادل المعلومات الزراعية بصورة فعالة.

25 - ومن خلال تبنى خطط التصنيف الدولية، والمفردات المتفق عليها، والمعايير المفتوحة(4) وعناصر البيانات المشتركة، كالتى ورد وصفها أعلاه، يتسنى التغلب على مشكلات إدارة المعلومات على شبكة الانترنت. بيد أن هذه الأنماط من المعايير، وكذلك الاجراءات والخطوط التوجيهية التى تنظمها، مازالت فى حاجة لتحديد فيما يتعلق بالمعلومات الزراعية على شبكة الانترنت. وتوفر المشاورة بشأن إدارة المعلومات الزراعية فرصة فريدة للدول الأعضاء لكى تبحث هذه المسألة على أساس الأولوية العالية.

رابعا - دور المنظمة فى توجيه المعايير فى مجال إدارة المعلومات الزراعية

26 - تعد هيئة الدستور الغذائي نموذجا جيدا للغاية لما يمكن للمنظمة القيام به بفعالية فى خدمة العملية الحكومية الدولية الخاصة باستحداث قواعد ومعايير دولية للأغذية. إذ تتبنى الهيئة المعايير والخطوط التوجيهية ومدونات السلوك الدولية الموصى بها، بعد عملية دراسة متأنية من قبل جميع البلدان الأعضاء فى الدستور. وقد أنشأ نظام الدستور الغذائي لحماية صحة المستهلكين، وضمان الممارسات النزيهة فى التجارة الدولية بالأغذية، وتنسيق جميع الأعمال المتعلقة بمعايير الأغذية الدولية. وميزة معايير الأغذية الموحدة على نطاق العالم بأكمله أنها تحمي المستهلكين من الأغذية غير المأمونة، وتتيح لمنتجي الأغذية ومصنعيها والمتاجرين فيها الوصول الى الأسواق بإزالة الحواجز غير الجمركية المصطنعة التى تعوق التجارة. وتقبل معايير الدستور الغذائي بوصفها الأساس الذى يتم على أساسه تقييم تدابير ولوائح الأغذية القطرية فى إطار اتفاقات جولة أوروغواى بشأن التجارة.

27 - ولا تقتصر مهمة المركز العالمى للمعلومات الزراعية على توفير نظام تشغيل لنظم المعلومات للوصول الى المعلومات والاحصاءات، والمعارف والخبرات الفنية لدى المنظمة دعما للدول الأعضاء، وإنما يخدم أيضا العملية الحكومية الدولية بوصفها آلية معيارية لحل مشكلات إدارة المعلومات عموما، وللمساعدة فى إنشاء النظم القطرية للمعلومات الزراعية.

28 - وعلى وجه الخصوص، بوسع المنظمة أن تقدم للدول الأعضاء، بالتعاون مع الشركاء الدوليين، ما يلى:

29 - علاوة على ذلك يمكن للمنظمة، بمساعدة شركائها، أن تقوم بتنسيق وتوجيه الأنشطة على المستوى الدولى لأجل:

30 - وفيما يلى بعض النماذج العملية لما تقوم به المنظمة بالفعل لممارسة دورها المعيارى فى مجال إدارة المعلومات دعما لدولها الأعضاء.

خامسا - الطريق الى المستقبل أمام المنظمة ودولها الأعضاء

31 - فى حين أن شبكة الانترنت توفر فرصة لم يسبق لها مثيل لافضاض المعلومات، فإنها تمثل، فى ذات الوقت مشكلات خطيرة فيما يتصل بإدارة المعلومات ما لم تكن هناك اتفاقات دولية لمعالجتها. وهناك حاجة ملحة لإرساء معايير وإجراءات وخطوط توجيهية لإدارة المعلومات وتبادل البيانات على الانترنت بصورة أفضل.

32 - وتوفر المعايير، عموما، أرضية مشتركة لإقامة نظم المعلومات. فهى تيسر الفهم والاتصالات ما بين الناس من مختلف الجذور ومختلف أنواع الخبرات. كما أنها تيسر تقاسم البيانات والمعلومات داخل المنظمات وما بينها. وما بين بيئات الأجهزة والبرامجيات. ويستلزم وضع المعايير التعاون بين منتجى البيانات ومستهلكيها، وهو أمر ليس من السهل تحقيقه، وخاصة على المستوى الدولى. ولربما ترغب الدول الأعضاء، أثناء مسار التفاوض حول اتفاقات بشأن معايير دولية لإدارة المعلومات الزراعية، أن تطلب من المنظمة القيام بمهمة المنتدى المحايد لمناقشة القضايا الأساسية، والاستفادة من الخدمات المعيارية للمنظمة، من خلال المركز العالمى للمعلومات الزراعية، للإسراع بهذه العملية.

33 - وعلى وجه الخصوص، بوسع المنظمة، بالتعاون الوثيق مع أصحاب الشأن الآخرين فى القطاع الزراعى، مساعدة الدول الأعضاء على تبنى المعايير الدولية المتعلقة بإدارة المضمون، مثل SGML و XML، وفى التوصل الى اتفاقات دولية بشأن خطط تصنيف المستخدمين، مثل فئات موضوعات أجريس/كاريس، والمفردات المتفق عليها، مثل القاموس الزراعى المتعدد اللغات أجروفوك.

34 - وقد تود الدول الأعضاء دراسة إمكانية زيادة أجروفوك والتوسع فيه، كى يتسنى تكييفه ليصبح أداة دقيقة وفعالة حتى بالنسبة للباحثين والعلماء. وفى حين أن أجروفوك يوفر أساسا ممتازا لإدارة أفضل للمعلومات على شبكة الانترنت، فلا بد في ضوء التغييرات السريعة فى بيئة المعلومات، والاتجاه صوب قدر أكبر من اللامركزية فى انتاج المعلومات، من التقييم المتأنى للأداء الوظيفى والهيكل الحالى. وبوجه الخصوص من الممكن إنجاز تحسينات كبرى فى الأداء الوظيفى إذا أرسيت الروابط الرسمية مع المفردات الأخرى التى تستخدم على نطاق واسع، مثل معجم المكاتب الزراعية للكومنولث. علاوة على ذلك، لربما تكون هناك حاجة الى وضع مفردات أكثر دقة وتخصصا لمجالات مواضيعية معينة، تتجاوز ما يوفره أجروفوك حاليا والذى قد لا يكون ملائما فى قاموس عالمى. بيد أن الروابط من أجروفوك إلى مثل هذه المفردات المتخصصة قد يكون مفيدا، وينبغى تنفيذها. ومن الممكن، بفضل هذا التوسع ذو القيمة المضافة، أن يتحول أجروفوك (أو ما درجنا على تسميته فى المنظمة أجروفوكس) إلى أداة لإدارة المعلومات الزراعية فى الألفية الحالية.

35 - وقد تود المشاورة فى الإقرار بأن بعضا من المشكلات الرئيسية التى تؤثر فى الحصول على المعلومات الزراعية وتبادل البيانات على شبكة الانترنت، يمكن معالجتها بالتوصل الى اتفاقات دولية بشأن معايير إدارة المحتوى، وخطط التصنيف، ومفردات متفق عليها. وفى هذا الصدد، لربما ترغب المشاورة فى بحث المقترحات والتوصيات المحددة المطروحة فى هذه الورقة.

36 - وقد تود المشاورة أن تدعو المنظمة الى الاضطلاع، بالتعاون مع أصحاب الشأن الآخرين فى القطاع الزراعى، بمهمة التنسيق والتوجيه مع البلدان الأعضاء فيما يتعلق بالترويج لهذه المعايير وتبنيها.

37 - وقد تود المشاورة أيضا أن تقترح نشر جميع الاتفاقات الدولية التى يتم التوصل إليها، والإجراءات التى يتم تبنيها والأدوات التى يتم استنباطها، على موقع المنظمة فى شبكة الانترنت، ليكون موقعا لتنسيق معايير إدارة المعلومات فى القطاع الزراعى.